حوار على طريق الرحيل



أريد الرحيل ودون عودة سئمت كل شيئ سئمت تلك الوجوه الخادعة سئمت الذئاب والكلاب والضباع سئمت
 من يدعون الوطنية على جثث الشهداء سئمت الحياة وما فيها لن أعود لن أعود سأترك لكم كل شيئ وأرحل حتى جسدي سأتركه هنا لن أحمل سوى روحي وحقيبة أحلامي فقط لا غير .  
هكذا حدثنا قبل ليلة من رحيله يومها لم يقل وداعا وسار إلى طريقه الأخير بلا عودة حتى المشهد الأخير لم يكن يحمل أي شيئ من ملامحه ولد غريبا ومات غريبا بلا أي شيئ كما عودته الحياة ،
الشقاء والعناء والهزائم المتعاقبة صور لازمته حتى ٱخر يوم من حياته ، كان يستطيع البقاء هكذا قال كثيرون عقب إنتحاره فمن الجبن أن نهرب من قدرنا و نختار الموت فنحن لا نعلم ما يحمله لنا الغد ربما كان الغد أفظل لما رحل ؟!.هكذا وبكل بساطة يزرع الأمل في عالمنا مجرد كلمات نتلوها على نفوس متكسرة أضناها العمر وما فيه ،ربما لا نعلم مايخفيه لنا الغد لكننا نعلم جيدا ما حملناه طوال سنوات من حياتنا ، فهل يوقف المجهول الواقع بكل هذه البساطة ٱكيد لا فمن الجنون أن نطلب من أي شخص أن يسجن نفسه في واقع مؤلم و ينتظر غدا ربما لن يأتي الأمل وحده لا يكفي لكي نستمر ولا الأحلام أيضا فبعضنا يختار الموت لا كرها للحياة بل أملا في حياة أخرى  هو جنون ما بعد السقوط كالجنود في ساحة الحرب يختار رصاصة الرحمة لى رصاصة العدو نوع من فلسفة لن تنتهي طالما هناك أجساد تسقط كل يوم على أرصفة الحياة ولا نمد لها أيدينا لتنهض من جديد .تخيّل نفسك مثلا ملقا على رصيف دون حراك و الناس يمرون من حولك لا ينظرون أليك لا يكلمونك ولا يهتمون إليك مشهد دراماتيكي قد يدفعك إلى البكاء وأنت تنسجه في مخيلتك ، فمابالك لو كان واقعا تعيشه كل يوم ،إلى ماذا سيدفعك هذا المشهد ياترى؟ أكيد إما إلى الهروب أو الموت فنحن نمقت الوحدة ونحتاج دائما إلى أن نكون محل أنظار الجميع كما نحتاج إلى الحب و الإبتسامة ،نحتاح أن نحس بمعنى وجودنا بين كل هؤلاء الناس المحيطين بنا .
تخيل نفسك هذه المرة لا تتكلم لا تسمع ولا ترى فقط تفكر ربما ستقول لي هذا مستحيل حسنا تخيّل  نفسك كل يوما تسمع كلاما لا تتفهمه وترى وجوها لا تعرفها ولا يمكنك أن تعبر عما يجول بخاطرك حينا ستقول لي أن لا فرق بين الحالتين إذا هل رأيت كيف أن بعض المفاهيم تتغير حسب حاجتنا ، بعضنا يعيش بلا صوت وبلا سمع ولا نظر فماذا سيختار يا ترى أن يبقى بيننا ينتظرأو أن يرحل ألى المجهول فهو يستهوينا أكثر من الواقع الذي لا نملكه هذه هي الحقيقة رغم أنها مؤلمة إلا أنها واقع يعيشه البعض كل يوم ودون أن نشعر به ،كثيرون يموتون كل يوم داخل أجسادهم المثقلة بالألم والهزائم لكن دون مراسم دفن ولا نعي ولا جنائز و أكثر ما يحتاجونه هو أن نستمع أليهم أن نجعل منهم مصدر إهتمامنا ولو للحظة أن نمد لهم أيدينا وننتشلهم من بين براثن الوحدة القاتلة أن لا نتجاهل صرخاتهم المتواصلة في سماء هذا العالم المثقل بالهزائم والأحزان فقط للحظة لا غير . 
لحظة من وقتنا قد تغير مصير شخص ما إلى الأبد فكروا في أحبتكم عائلاتكم جيرانكم من يمرون عبر شوارع مدينتكم إستمعوا إلى صرخاتهم إبتسموا لهم أحبوهم وللو للحظة عابرة، توقفوا لتلك الأجساد الملقاة على أرصفة الحياة و ساعدوها على النهوض والسير من جديد فربما ستكون أنت ذلك الجسد الملقى على الرصيف دون حراك تنتظر يدا تساعد على النهوض من جديد .
هذا ما أراده كريم العليمي رحل وأكثرنا مسؤل عن رحيله المفاجئ لا تتدعوا الفرصة للموت أن دق أبوابنا من جديد وفكروا في من حولكم فربما نستطيع أن نأخر شبح الموت ولو للحظة
 إلى روح صديقي كريم العليمي وكل من أختار طريق الرحيل إلى المجهول
 

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.