الرسالة رقم 81 الى Cesária Évora

انه الاعتراف معشوقتي لازلت كما انا ذلك الشاب المجنون صديق القطط ويهرب اليك كلما اشتدت قسوة الحياة
عزيزتي الليلة لم أشرب نخب الهزيمة لقد قاطعت النبيذ عملا بنصائح الطبيب و لم اكتب للوطن لاترك المجال لمن سبقني لأحضان السياسة الليلة هي ليلة القبض على مرشد الاخوان بمصر وليلة القبض على اخر احلامي لقد قررت ان ارتاح قليلا بعيدا عن كل شيئ لكني للاسف لم املك الجرأة لكي لا اكتب لك الليلة
انت الحياة والموت يلتقيان في شكل تراجيدي يحيلني كل مرة على تلك اللحظة التي صرخت فيها معلنا قدومي للحياة يومها كانت امي قد تجاوزت 18 سنة وكان اول يوم من شهر جويلية 1986 . طلب الطبيب من امي ان لا ترضعني وان لا تحتضني ان كانت تفكر حقيقة ان ابقى على قيد الحياة كانت قد  اصيبت بالحمى وكان الخوف ان تنتقل الحمى  الى جسدي الهزيل يومها كانت مشيئة الرّب بان لا احضى بحضن امي و ان لا احضى ايضا بحضن ابي في سن التاسعة 
الكل كان يقول ان هذا الطفل سيكفّر عن كل خطايا العائلة والكل كان يقول ان سلوكه الغريب يكشف عن مستقبل لانسان  ناجح 
مغادرة العائلة لم تكن بالشيئ السهل في سن المراهقة ولا مواجهة ذئاب الوطن لكن الليلة اكتشفت اني كتبت لك كل ما يلزم لترسمي صورة حقيقية عن وجهي و طباعي وحتى احلامي الا شيئا واحدا تركته للحظة الحاسمة لقد قرر ان اعتزل كل شيئ وان اعتكف لدراسة شيئ من الجنون سابحث عن نفسي وسط الكلمات و سارسم كل احلامي على ورقات بيضاء لاحرقها فيما بعد على شاطئ ماندلو اين سالتقي بروحك الطاهرة  ولو كلفني ذلك حياتي 
لا احلام لي على هذه الارض سوى لقاء اخير مع روحك على ارض الوطن الثاني " الراس الاخضر" و شرب كاس نبيذ ومن ثم اغادر بلا رجعة لا اعلم اين ساغادر لكني ساترك كل شيئ ورائي الطيبون والاشرار احبتي اصدقائي عائلتي و وطني ساحمل كل مادونته عن قصص عشتها هنا على ارض هذا الوطن الجريح ربما لن اكونا حياديا في نقل القصص لكني ساجتهد ان لا اخذ لنفسي مكان المظلوم او المغدور او الضحية سيكون موسم الحج بالنسبة لي اتخلص فيه من كل الخطايا واطهر نفسي من دنس عشت به اكثر من 27 ربيعا 
عزيزتي اظن انك تقرأين كل ما كتبته لك طيلة هذه السنوات لذا لا تحتاجين الا تكرار بعض القصص الشيئ الوحيد الذي تغير ان قطعت اخر شريان يصلني بهذا العالم الليلة وساواصل حياتي لاجل التحضير لرحلة الحج الى قبرك و اعتبر نفسي راهبا في معبد القطط
انا وانت  شيئان لايلتقيان الا في السماء  لكني ساظل ذلك الابن الوفي الذي يكتب الى والدته كلما اشتدت الحياة بؤسا و الما ورداءة
ابنك الذي عهدته فقير من ارض خصبة

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.