لا رجاء لي بأن تقبلي إعتذاري #رسائل إلى سيزاريا إيفوار

عزيزتي لا أنكر خيانتي المتكررة لوعود قطعتها سابقا ، و لا رجاء لي بأن تقبلي إعتذاري او تغفري نسياني المتكرر لموعدنا كل ليلة ، أصبحت لا أبارح مكاني إلا نادرا كل يوم أقف طويلا خلف الباب أفكر أفكر طويلا قبل الخروج و مواجهة جحافل البشر ، لا أريد أن أقترب منهم و أتجنب دائما كل فرصة لأتواصل مع أحدهم ، أمكث طويلا وجه لوجه مع الجبل لا يفصلني عنه سوى النافذة و مبنى و سكة القطار ، و عدد لا متناهي من القطارات التي تمر بين الفينة و الأخرى ، أحدق طويلا في الجبل حتي يأتي القطار مسرعا يمزق وحدتنا و يرحل في سرعة ، انظر طويلا لا أفكر في شيئ سوى مغادرة مكاني لا أدري إلى أين رغم أن بوصلتي لا تشير إلى سواك لكني آثرت ان لا ألقاك ، تعبت من كل أشكال الحزن و الخذلان و تملكني الفشل و سار في عروقي كالطوفان لا أريد أن أرى وجهك لا أريد البكاء مجددا من أجل أحلام إلتهمتها نيران الحقيقة ، لا أريد أن أكتشف أني كنت مغفلا حين أعتقدت أن الأحلام لا تنتهي و أني لا أتعب خفت مواجهة نفسي في مرآتك و الإعتراف بأني كنت حقا على خطأ حين خططت أول رسائلي ، غيرت روتيني و ألغيت موعد نشرة الأخبار و وهبت نفسي الى النسيان إحتفظت فقط بموعد القهوة و زجاجة المساء ، تخلفت عمدا عن كتابة رسائل كل يوم ، حاولت جاهدا أن يبقى الأمر سرا لا أريد أن أتوقف كل مرة أجفف دمعي و أعصر قلبي من أجل رسائل لا أدري إن كنت تقرأينها بالفعل أم ينتهي بها الحال وحيدة صندوق البريد تنتظر موعدها دون أن يأتي ، أصبحت أصاب بالملل كلما حدثني أحدهم عن الوضع العام و مصيرنا المرتبط بإتفاقات مجلس الأمن و قرارات البنك الدولي ، صراع جيوش في أرض بعيدة ، اللعنة حتى الزيت النباتي القذر أصبح له شأن عظيم يتقاتل من أجله العشرات كل صباح في موعد إفتتاح المتجر ، المتملقون و الحمقى و أصحاب الكروش و رجال العصابات أيضا أصبح لهم شأن عظيم ،هذا العالم أصبح مثل كيس قمامة كبير يخنق أغلبنا من لا يستطيعون تزييف الحقيقة ، حقيقة لا أستطيع تغيير شيئ حتى ملابسي أصبحت أتجنب تغييرها بشكل منتظم و ان سنحت لي الفرصة سأنتزع جميعها و أرقص سأشرب نخب ملايين الأحلام التي أحرقتها أيادي العابثين سأشرب نخب كل قصص الماضي و أحرقها جميعا دون تردد سأحرق كل شيئ من حولي سأترك فقط تلك النافذة التي تحملني إليك و سألعن كل تلك الأفكار التي تركتها في العراء سألعن كل القبلات المسروقة و قصائد الحب و أحرقها أيضا أريد أن أولد من جديد أريد أن أصرخ بأعلى صوت و العن كل هذه الدماء التي تراق كل يوم من أجل الاشيئ أريد أن أصرخ في وجه بائع الأزهار الرخيصة اريد أن أغلق كل دور النشر و أبث الأغاني في الشوارع و الميادين و أن أعلم الناس أن الوفاء حق و الحب حقيقة و الأحلام لن تنتهي فقط نحن كنا أكثر خيانة من ساعي البريد الذي لم يمر يوما بصندوق بريدي و كنا أكثر بشاعة من نشرة الأخبار و أكثر خيانة من رصاصة إستقرت في جسد غريب لا تعرفه ، لكني حقيقة أريد بشدة أن أقف عاريا أمام البحر و ألعن كل شيئ . كم كنا حمقى و غرباء في نفس الوقت كم كنا أوفياء لمواعيد ملغاة و كم كنا أبرياء زمن الحرب .



هناك تعليق واحد:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.